3 قراءة دقيقة
نتفليكس

بعد تلقيه لغرامة تأخير بقيمة 40 دولار, إلى تأسيس إمبراطورية نتفليكس. نتحدث بالطبع عن الملياردير الأمريكي ريد هاستينغز، من البدايات المتواضعة إلى قيادة ثورة البث الرقمي. لنتعرف عليه مع عساف القويز وليان

وُلد ريد هاستينغز في 8 أكتوبر 1960 في بوسطن، ماساتشوستس لعائلة ميسورة الحال. بعد تخرجه من الثانوية في عام 1978، عمل بائعًا متجولًا للمكانس الكهربائية، مما منحه مهارات التواصل والإقناع الجذابة.

 بعد هذه التجربة غير التقليدية، التحق بكلية بودوين وحصول على درجة البكالوريوس في الرياضيات عام 1983، وبعدها درجة الماجستير في علوم الحاسوب في الذكاء الاصطناعي عام 1988 من جامعة ستانفورد. في هذه الفترة بدأ يتبلور لديه شغف بالتكنولوجيا وريادة الأعمال. 

في عام 1991، أسس هاستينغز Pure Software لتطوير أدوات لاكتشاف الأخطاء البرمجية. رغم نجاحها السريع، واجه تحديات إدارية بسبب نمو الشركة السريع وقلة خبرته الإدارية. في 1997، اندمجت الشركة مع أخرى ثم تم بيعها، ليبدأ هاستينغز مغامرة جديدة.

 بدأت مغامرته العظمى عندما كان ريد هاستينغز يواجه موقفًا مألوفًا للكثيرين في ذلك الوقت: تأخر في إعادة شريط فيديو مستأجر من متجر Blockbuster، مما كلفه غرامة تأخير بقيمة 40 دولارًا. لم تكن هذه مجرد خسارة مالية بسيطة، بل لحظة إلهام قلبت صناعة الترفيه رأسًا على عقب. 

 تساءل هاستينغز: لماذا يدفع الناس غرامات بسبب تأخير بسيط؟ ماذا لو كانت هناك طريقة مرنة لمشاهدة الأفلام؟ وهكذا، وُلدت فكرة نتفليكس – خدمة تأجير أفلام DVD عبر البريد، حيث يمكن للمشتركين طلب الأفلام عبر الإنترنت وتصلهم من دون القلق بشأن الغرامات ومواعيد الإرجاع.

تعاون هاستينغز وراندولف لإطلاق نتفليكس في 29 أغسطس 1997، بنموذج اشتراك شهري يتيح استئجار أفلام بلا حدود وبدون رسوم تأخير. هذه الفكرة، رغم بساطتها، كانت فكرة ثورية آنذاك، خاصة مع هيمنة Blockbuster التي اعتمدت على أرباح رسوم التأخير.

 وفي عام 2000، بعد 3 سنين من إطلاق نتقليكس، عرض هاستينغز على شركة Blockbuster الاستحواذ على نتفليكس مقابل 50 مليون دولار فقط, لكن رفضت الشركة العرض لأنها لم تؤمن بنموذج الاشتراك الشهري، ويعتبر هذا القرار من أكبر 5 أخطاء تجارية في التاريخ.  

 رغم الصعوبات الأولية، استمرت نتفليكس في التطور. في أوائل القرن الحادي والعشرين، أدرك هاستينغز أن الإنترنت هو المستقبل، فحول الشركة من خدمة تأجير دي في دي إلى منصة بث رقمي. في 2007، أطلقت نتفليكس خدمة البث عبر الإنترنت، مغيرةً طريقة استهلاك المحتوى الترفيهي. 

اتخذت الشركة في 2013 قرارًا استراتيجيًا هامًا بإنتاج المحتوى الأصلي بدلًا من الاعتماد على التراخيص الخارجية. هذا القرار قلل اعتماد نتفليكس على استوديوهات هوليوود واعطتها مكتبة حصرية. كما استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المستخدمين وتحسين تجربتهم.

 بين عام 2015 و2023, ركزت نتفليكس على التوسع عالمياً لتصل إلى 190 دولة، وتوسيع مكتبتها الحصرية لإنتاج محتويات محلية لجذب الجماهير، واستمرت نتفليكس في تحسين تقنيات البث لجذب المزيد من المشاهدين.

ومع دخول المزيد من المنافسين في المجال مثل Disney+ وAmazon Prime ، بدأت نتفليكس تواجه تباطؤ في النمو، لكن مازالت نتفليكس مستمرة في إنتاج محتويات محلية مميزة وتجربة نماذج جديدة.

 في يناير 2023, أعلن هاستينغز أنه سيتنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي، لكنه سيبقى كرئيس لمجلس الإدارة، وحل مكانه تيد ساراندوس وجريج بيترز.

لكنه مازال يشغل مناصب هامة أخرى مثل إدارته لصندوقه الاستثماري Hastings fund المهتم في مجال التكنولوجيا والتعليم.

 حصل هاستينغز على العديد من الجوائز مثل جائزة "شخصية العام" في عالم التكنولوجيا من قبل Financial Times في عام 2020، جائزة "أفضل مدير تنفيذي" من قبل Harvard Business Review في عام 2018, جائزة "رائد الأعمال الأكثر تأثيراً" من قبل Forbes Magazine فيه عام 2012


المصادر:

https://www.arageek.com/bio/reed-hastings

https://www.forbesmiddleeast.com/ar/leadership/ceo/reed-hastings-steps-down-as-netflix-co-ceo-after-rocky-year-for-streaming-service-1

https://ir.netflix.net/governance/Leadership-and-directors/person-details/default.aspx?ItemId=647a7890-0da4-4adf-9e69-d34483629bb8

https://www.youtube.com/watch?v=2ES_G88EG8Y&t=1s